قصيدة أم المكارم - عماد المقداد
صفحة 1 من اصل 1
قصيدة أم المكارم - عماد المقداد
أم المكارم
رَوْحُ الشــآمِ بحــقِّ مـن أنشـــــــــــــــاكِ
كيــف ابتـدى مـن فارَقَـتْـهُ رُبـَـــــــــــاكِ
يا شـــــــــــــامُ لـولا ذكريــاتُ صبابَتِـي
مـاتَ الرَّجَــا مــن قـبـــــــــــلِ أن ألقـاكِ
كيفَ انبـرَت أحــلامُ طفــــــــــــلٍ هائـمٍ
يـــومَ الرَّحِـيـلِ فـكنـتُ أوَّلَ بـَـــــــــــاكِ
جـفَّ الخَيَــالُ فـأُغرِقَـــــــــــت أفكَارِي
بينَ الحُــــــــــرُوفِ وفي لَظَى الإِدرَاكِ
وصريرُ أقلامي الـتي قَـد أينَعَــــــــــتْ
صمَتَت على صَدرِ الرَّدَى الفتَّـــــــــاكِ
قَفَلَت حَيَـاةُ الرَّاحلـيـنَ بِصَمتِهِـــــــــــم
كتَبَــــــــــتْ عَنَـاوِينُ الزَّمَــانِ البَاكِـي
غَابَــت رَفِيقةُ خَاطِـرِي ومودَّتِـــــــــي
رَحَلَــت على ظُللِ الرَّبِيــــــعِ الزَّاكِـي
وتكشَّفَت أرضُ الـمُـرُوجِ بـُـــــرُودةً
بعدَ الجَفَـافِ وبعـدَ رَحِيـلِ نَـــــــدَاكِ
والغَابةُ الخَضَـرا تَـصَحَّـرَ نَبعُهَــــــا
وجـدَاوِلِي الثَّكلَـى نَعَـت ذِكــــــرَاكِ
ولِهَــولِ مَا لَـجَّ المَـغِيـبُ بِحُمـــــرَةٍ
صَبَـغَـــت بِلَـونِ لَهِـيبِـهَا خَـــــــدَّاكِ
أمِّي رَحَلتِ مَعَ الهَجِيعِ وَجَمرَتِــــي
جعلتْ تُحَرِّقُ في الحَشَا أَشــــوَاكِي
أمَّ المَكَــارِمِ قَـد بَقِيــتِ عزِيــزَةً
رَغمَ الصِّعَابِ ورغمَ مَن أجـــلَاكِ
ورحلـتِ كالجبـلِ الأشَـمِّ الشَّـــامِخِ
وعنــايـةُ الرَّحمـنِ فِـي سُـــــكنَـاكِ
يســتَنـطِــقُ الآلامَ قَـلـــبٌ وَاجِــــمٌ
مُتَهَالِـكٌ يَــبغِــي حِمَـى مَثــــــوَاكِ
يَا مَن رَحلتِ بظــلِّ لَوعَةِ طَالِــبٍ
كَــــفُّ الرِّضَا يَهمِي لِيَومِ رِضَاكِ
تتماثــلُ الذِّكــرَى أَمَــامَ جـَوَانِحِـي
وبـدَهـشـةِ المَــوتِ الَّــــذِي أرداكِ
بيـنَ الوَدَاعِ وَبيـنَ قِنديــلِ الأَسَـى
مَــا بيـنَ جُــدرانِ الحَنِيـــنِ أراكِ
في ضِفَّةِ الأَشوَاقِ تَربُضُ مُهجَتِي
وحنيــنُ رُوحِـي عَانَقتْـهُ رُبَــــاكِ
لَم أدرِ مَا نفعُ النَّحِيبِ مَعَ الكَـرَى
والجنَّـةُ الغَــرَّاءُ فِـــي مَرعـَـــاكِ
أمِّـي.. حَسِبتُكِ قَـد رحلتِ لغافِــرٍ
مَا خيَّــــبَ الرَّحمَـنُ فِي مَسعَـاكِ
عماد المقداد
من قصائد ديواني الأول نغيمات الرحيل
***
إدارة يعجبه هذا الموضوع
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى